محظور عليهم العمل والتجول ليلاً.. كواليس المعاناة اليومية للاجئين السوريين في لبنان

يعيش اللاجئين السوريين معاناة يومية في لبنان، حيث تزداد يومًا بعد يوم طلبات ترحيلهم، مع مختلف أنواع المضايقات التي تمارس ضدهم من قبل السلطات.

يختلف وضع  اللاجئين السوريين في لبنان عن أي بلد آخر، ما بين المطاردات إلى تصاعد الدعوات بترحيلهم من البلاد وإعادتهم قسريا إلى سوريا، بجانب استمرار الانتهاكات اليومية بحقهم وعدم توافر ابسط الحقوق لهم لحياة كريمة ببلاد الأرز.

لا يتوفر وصف.

كشف علي مراد، الأستاذ المساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية، أن اللاجئون السوريون يشكلون نحو 25% من عدد المقيمين في لبنان، وهذه النسبة هي الأكبر بين مختلف البلدان المضيفة للاجئين، حيث يعيش اللاجئون في أوضاع إنسانية هشة وصعبة فيما ترفض الدولة السورية عودتهم.

وأكد مراد في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الغرب لا يزال يربط بين الحل السياسي النهائي وعودة اللاجئين لسوريا مع انسداد الأفق أمام تطبيق القرار 2254 وعدم إنجاز أي تقدّم نوعي في مقاربة المبعوث الأممي لسوريا تحت عنوان "خطوة مقابل خطوة".

وأضاف الأستاذ المساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية،  أن الفترة الأخيرة شهدت انفتاح نسبي من بعض الدول الأوروبية على النظام وزيادة تمويل برنامج التعافي المبكر في داخل سوريا، بات من الواضح وجود اتجاه لخفض المساعدات الممنوحة للاجئين مع تبدل الأولويات السياسية لدى المجتمع الدولي مع الحرب الأوكرانية والحرب في غزة.

وبين مراد، أن تخفيض الدعم للاجئين السوريين في لبنان سيؤثر على أكثر من 88 ألف أسرة أي 400 ألف شخص، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 32٪ في عدد المستفيدين.

وأوضح الأستاذ المساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية، أنه انسحبت الدولة اللبنانية من مسؤوليتها في تنظيم اللاجئين السوريين في لبنان،  ففي العام 2011، توقفت عن تسجيل اللاجئين وحولتها إلى مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، وفي العام 2015، طلبت الحكومة اللبنانية من المفوضية التوقّف عن تسجيل اللاجئين، مما لم يشكل  قاعدة بيانات عن ديموغرافيا اللجوء، ممّا أضعف قدرتها على فهمها والاستجابة للأزمة على مختلف الصعد بما فيها تنظيم سوق العمل.

وأردف مراد، أن لبنان طبعت علاقتها مع المجتمع الدولي بالابتزاز من أجل الحصول على الدعم المالي عبر قنوات المساعدات، دون استخدام هذه المساعدات بطريقة مستدامة تفيد اللبنانيين والسوريين في وقت واحد.

لا يتوفر وصف.

بينما كشف حسام غانم الناشط السياسي والحقوقي السوري المعارض في لبنان، أن  أعداد اللاجئين المسجلين بالأمم المتحدة تقريبا ٦ ملايين حاليا لا يوجد مليون واحد لأن معظمهم خرج من لبنان، ولكن ما زالوا مقيدين.

وأكد غانم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن لبنان بلد عنصري شعب وبرلمان وحكومة كلهم عنصريين ، لا أحد مع الشعب السوري إلا القلة التي لا تذكر، ويعيش قسم كبير في الخيام، حيث تمنع لبنان المعونات إلا عن طريق الدولة، حيث تستلم الدولة اللبنانية المعونات بالدولار من الأمم ولا يصل إلا ١٠% من المبلغ للاجئين السوريين.  

وأضاف الناشط السياسي والحقوقي السوري المعارض في لبنان، أن الخيام يدفع اللاجئين ايجارها وإيجار الأرض، كما يدفعون الخدمات المختلفة من ماء وكهرباء، ولا يوجد شيء بدون مال، مبينًا أنه رغم دفع الاتحاد الأوروبي سنويًا أكثر من مليون دولار للدولة اللبنانية لتعليم أبناء السوريين فإن الدولة اللبنانية لا تستقبل الطلبة السوريين، حيث تحصل أموال التعليم وتقوم فقط بعمل دورات للاجئين بعد الظهر.

وبين غانم، أنه نما إلى مسامع الكثيرين عن حالات المعاملة العنصرية من لبنانيين إلى سوريين، والاعتداء عليهم، وإخراجهم من بيوتهم، حيث أن الدولة اللبنانية وضعت غرامات مالية على كل لبناني  يقوم بتشغيل سوري، وقاموا أيضا بإغلاق محلات السوريين بلبنان، من عام ٢٠١٣  بلديات مختلف مدن لبنان يمنعون تجوال السوري في الطرقات، لا يخرج من بيته بعد الساعة السابعة مساءً، ممنوع أن يتنزه، أو يخرج إلى الحدائق بعد الساعة ٧ يغرم السوري مخالفة، ويقومون بترحيله.

وأوضح الناشط السياسي والحقوقي السوري المعارض في لبنان، أن العنصرية وصلت مع السوريين إلى المقابر، لأنه ممنوع دفن السوريين في مقابر اللبنانيين، واللاجئين ليس لهم منفذ، لأن كل المناطق الحدودية دخل إليها حزب الله اللبناني بأمر من الحكومة اللبنانية، واللبنانيين هجروا السوريين في نفس الوقت يقومون بطردهم من لبنان، ويعملون على ترحيلهم.

وبين غانم، أن لبنان لا تقوم بتجديد إقامة السوريين، ولا تعترف بكارت الأمم المتحدة ممن حصلوا على كارت من الأمم المتحدة،  ويقومون بترحيلهم قوافل، كما يحاولون إقناعهم أنهم قاموا بتسوية مع النظام، حيث يوجد  مكتب الأمن العام يسجلون فيه السوريين، وبدورها ترسل موافقات سوريا لقسم وقسم لا توافق على عودته إلى البلاد، ومن تأتي الموافقات بشأنهم ويعودون إلى سوريا يقوم النظام باعتقاله في سوريا.

وأردف الناشط السياسي والحقوقي السوري المعارض في لبنان، أنه توجد حالات عديدة تم توثيقها أنهم عادوا إلى النظام بمصالحة عن طريق لبنان واعتقلوا بسوريا مرة ثانية، ولا يعرف الآن مكانهم، كل الذي خرج من سوريا لا تستقبلهم سوريا، يعودون إلى السجن والتحقيقات.

وأشار غانم إلى أن السوريين في لبنان وصلوا إلى حالة مزرية جدا، لأنه ممنوع اخذ خبز، وممنوع الحصول على أي مساعدات، وممنوع تأجير أي شيء لهم، وممنوع عمل السوريين، وممنوع التجول في الطرقات، حيث تفرض لبنان حصار كامل من جميع الجهات من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، لا يوجد مكان آمن.